Wednesday, July 2, 2008

خطيئة طفل




كنت صغيره انذاك ،لاأتذكر كم كان عمرى تحديدا كل ما أذكرأننى كنت قصيره للغايه،


حتى أن سقوطى من فوق فراشى - الذى أجده الأن منخفضا للغايه-كانت بمثابة كارثه حقيقيه تخلف ندبات وجروح تسبب ألما مبرحا


كانت أيام جميله برائحة الألعاب البلاستيكيه النفاذه..وبطعم اللبن الدافىء المخفوق بالسكر،وبلون حلوى" الجيلى" المرتعشه اللذيذه


فى ليله بارده و كالعاده على صوت موسيقى لعبتى المفضله وتحت غطائى الوثير غطت فى نوم عميق..


لازلت أذكر بعض من أحلامى فهى لم تكن بحال من الاحوال تخرج عن متاجر الحلوى المجانيه ، وجولات شيقه مع شخصياتى الكرتونيه المفضله..


كنت مستغرقه فى حلمى الرقيق،عندما شعرت بهذا الثقل المزعج يملىء أسفل بطنى ..


لم تفلح محاولاتى لتجاهله اذ انه اصبح من الصعب تجاهله،


فثانيه أخرى من تجاهله كفيله بأن تسمح بتسرب كثيف للسائل القابع هناك ..


وهنا ليست الكارثه فى ذاتها وانما الكارثه الحقيقيه فيما سيفعله والداى عندما يكتشفان بحيرتى الصغيره


،لذلك قررت أن أذهب هناك ..نعم هناك فى الحمام الماثل أمام عينى


أخلع بنطالى الصوفى الازرق ،أشرع فى عملى ..


صوت صرير الماء المتدفق .. شعورى بالثقل أسفل بطنى يقل تدريجيا ومعه يزيد شعورى بالراحه


أنتهى تماما من قضاء حاجتى ..ارتدى بنطالى واسرع لأكمل الحلم ..


الشعور بالراحه يتناقص تدريجيا ..رطوبه تتسرب الى داخلى ..شعور بالأرق..البرد ..


أتقلب عدة مرات..يكف النوم عن مداعبة جفونى ..


اثناء تقلباتى المتتاليه أمد يدى لأتحسس الفراش من تحتى .. هنا يركض النوم فى ذعر..


تبرق عينايا فى صدمه بالغه أرفع رأسى فى هلع ..أدرك الحقيقه ..


لحظات ثم ألقى برأسى مره أخرى على فراشى ..أدس وجهى فى وسادتى


أردد فى أسى لقد فعلتها مره أخرى .. كنت دائما ما أعتقد اننى قد ذهبت الى "الحمام" لقضاء حاجتى خوفا من تأنيب والدى ..وأفيق لأجدنى غارقه فى هذه البحيره المقززه ..


يا إلهى ماذا سيصنع بى والداى ..لقد وعدتهم بالأمس أن لا أفعلها مجددا ..


ووالدى-وبناءا على نصائح عمتى- هددنى بلسع الشمع الساخن ان فعلتها مجددا .. أتذكر تلك المعلومه تحديدا


فتسرى رعشه بارده فى جسدى


أتخذ وضع الجنين فى محاوله فاشله لإبقاء جسدى الضئيل بعيدا عن البقعه الشاسعه المبلله فى الفراش
..
أفكر فى محاولة للتستر على جريمتى أو إخفاءها ، تبدو كل الحلول لا منطقيه ..
فالفراش عالى ، والظلام دامس ، والجو بارد

الصقت شفتاى احدهما بالأخرى وأنحنايا معا لأسفل ليرتسم الأسى على ملامح وجهى ..


برد شديد يتسرب عبر بنطالى المبلل بالكامل وكنزتى الصوفيه المبتله حتى منتصف ظهرى ، ..أنكمش حول نفسى أكثر..


سرعان ما يغفو جفناى القلقان .. أعود لللأحلام مره أخرى ولكن هذه المره النوم يختلف..


الأرق يجتاحنى كل بضعة دقائق بفعل الرطوبه التى تدغدغ عظيماتى .. وبفعل الألم الذى يصيبنى من لسعات الشمع .. والفزع من "أمنا الغوله" التى تلاحق الأطفال الاثمين الذين يرتكبون أخطاء مشابهه.




1 comment:

اللهو الخفى said...

افضل ما تذكرت من مشاعر البرأه و جمال روح الاطفل حتي تجسيد احلامهم التي ترتبط برغباتهم بجد مشاعر رائعه و ذكريات جميله و روح طفوله تعبث بالمدونه هذاشعوري الذي يراودني اثناء القراه ارجوا ان لا تنقطعي عن الكتابه الي الامام