Thursday, July 3, 2008

للقهوة مذاقات مختلفه





هو يحب القهوة لدرجة تقارب العشق..
وهى تحب القهوة بالتبعيه لأنها تعشقه ..
ربما فذلك الذى جعلها تتفنن فى إعدادها على هذا النحو..
يؤمن الجميع بأن ..
طقوس إعدادها للقهوة هى ماتجعل قهوتها مميزه إلى هذا الحد
ولكنه وحده يعلم سر قهوتها الساحره..
نادرا ما تصنع هى القهوة لغيره ..
ونادرا ما يشرب هو القهوة من غيرها

هى لاتحب صنع القهوة بل ولا يستهويها شربها
ولكن من أجله هو تعشق تكوينها..تصميمها..تشكيلها
من أجله .. و من أجله فقط

قبل أن تراه عينيها ..تلتقط أنفها الحاده رائحته المألوفه
مزيج حميم من القهوة التى يدمنها،عرق رقيق يغمره عطره الأنيق
هذا المزيج الذى يبدو غريبا للبعض فى أنفها أثمن عطور العالم
تحيه مبتسمه وقبل أن يهم هو بالجلوس تكون هى فى معملها
تعد له قهوته الفريده

على أنغام الموسيقى المتسلله من الخارج
تجذب البراد ..تملئه حتى منتصفه بالماء ، تسلمه لشعلة النار المستعره
التى تعرف جيدا ما عليها فعله

من الضلفه الجانبيه تسحب العلبه
علبه زجاجيه إنسيابية الشكل ذات زجاج شفاف يعكس لون حبيبات البن الذهبيه
تحتضن العلبه بكلتا يديها ترفع يمناها ، لتدور الغطاء
"تك" يهمس الغطاء معلنا عن تحريره عنق العلبه
من بعد الغطاء ترتفع رائحة القهوة الذكيه ، محمصه بدرجة مثاليه ..مخلوطة بمكونات سريه
صنعت خصيصا من أجله .. تجعل لها رائحه لا تقاوم

داخل العلبه تمد ملعقتها التى هى أشبه بمغرفة شوربه صغيره
تنتقى بالملعقه من بين حبيبات القهوة الطازجه أروعها و اشهاها

تحضر كوبه الخزفى العملاق
تسكب محتويات الملعقه برفق فى جوفه
تلتقط باصابعها خمس مكعبات صغيره من السكر
وكالنرد تقلبهم فى أحضان كفها الأيمن ، تقربهم لفمها
تقبلهم وتلقيهم برفق فى جوف الكوب

تصب قطرات من الماء فوق مزيج القهوة والسكر
بملعقه معدنيه مسطحه تخفق المحتويات معا فى نشوة بالغه وهى


تتمتم بكلمات الاغنيه المتسلله من الردهه

تزيد من سرعة الخفق .. تزيد سرعة خفقات قلبها
صوت الموسيقى المتسلله من الخارج ترتفع تدريجيا..ومعه يرتفع صوت غليان الماء بالبراد
وفجأة ..

كل شىء يتوقف
الموسيقى..تمتماتها..صوت غليان الماء.. صوت ارتطام معلقتها المعدنيه فى الكوب الخزفى
تهدأ نبضاتها رويدا

فى جوف الكوب تجتمع رغوة كريميه ناعمه ..
تشكلت بفعل مخفوق السكر مع القهوة
تمسك بالبراد ترفعه لأعلى ما يمكنها بمقابلة فم الكوب العملاق
تميل البراد ، فيسقط شلالا دافئا من الماء الرقراق فى فم الكوب..

يرتفع منسوب الماء تدريجيا داخل الكوب .. وتزيد الفقاقيع الكريميه على سطحه
إمتلىء الكوب بما يجاوز نصفه بشىء يسير ..ولكن الفقاقيع جعلته ممتلئا حتى أخر متنفس له
تبتسم فى النهايه هاهو الكوب قد اصبح شبه جاهزه

يبقى شىء واحد فقط
تمد يديها داخل علبة القهوة تلتقط بضع حبيبات من الداخل ، تذروهم على هيئة قلب
فوق البخار المتصاعد من الكوب
تتساقط الحبيبات فوق الفقاقيع الساخنه التى سرعان ما تبتلع قوامها الهزيل وتترك لونا ذهبيا رائعا

على أريكته المفضله


..كان يجلس
يقلب نظره بين صفحات كتاب جديد إقتناه
رفع عينيه عن الكتاب ..أغمض عينيه
وتنشق فى نهم ..لقد أصبحت قهوته جاهزه
ثوان قليله .. وكانت قهوته الحبيبه بصحبة هذا الوجه الدافىء..

القهوة ووجهها الحميم ..متلازمتا الاستمتاع لديه
يبتسم لها فى رضا تام ، تبتسم له فى رضا لا متناهى
تضع قهوته بين يديه ، يقبل يديها ..
يقرب الكوب الساخن من فمه..
مع أول رشفه من كوبه يذوب نهما
بين مكوناتها الساحره التى تدفىء جوفه،
وملامحها الأسره التى لم تفارق عينيه فتضفى الدفء على قلبه

No comments: